أخبار وتقارير

متابعون: زيارة الوفد الرئاسي الرفيع لصعدة اعتراف صريح بقوة الحوثيين و قدرتهم في التأثير على القرار السياسي و مؤشر على قطيعة هادي بالإخوان

يمنات
وصل إلى محافظة صعدة الأربعاء وفد رئاسي برئاسة القيادي الناصري عبد الملك المخلافي ورئيس جهاز الأمن السياسي، اللواء جلال الرويشان وقائد عمليات وزارة الدفاع اللواء ناصر عبد ربه الطاهري وكبير المستشارين السياسيين للأمم المتحدة بمكتب صنعاء عبد الرحيم صابر لإبلاغ رسائل من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي إلى جماعة الحوثي.
و نقلت يومية “الشارع” عن مصدر حوثي وصفته ب”المطلع” إن الوفد عقد عصر الأربعاء الماضي، بمنزل صالح هبرة رئيس المجلس السياسي لجماعة “أنصار الله” ( الحوثيين)، في مدينة صعدة، اجتماعاً مع قيادات حوثية أهمهم صالح هبرة وأبو على الحاكم وحسين العزي ومحمد عبد السلام ومحمود الجنيد.
و طبقا للمصدر ناقش الوفد، مع قيادات جماعة الحوثي موقف جماعتهم من قرار توزيع اليمن إلى ستة أقاليم : اثنين في الجنوب وأربعة في الشمال، وهو القرار الذي مازالت جماعة الحوثي تؤكد رفضها له.
و أفاد المصدر بأن الوفد الرئاسي ناقش مع قيادات جماعته موقف الجماعة المعارض لوثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات الحوار وطلبوا من جماعة الحوثي العودة للمشاركة بفاعلية في العملية السياسية.
و أكدت الصحيفة أن المصدر لم يُقدم أي تفاصيل أخرى حول الرسائل الرئاسية التي حملها الوفد لجماعته وما عرضه عليها وطلبه منها، غير أنه قال إن زعيم جماعته عبد الملك الحوثي لم يلتق الوفد الرئاسي الذي، يقيم في القصر الجمهوري، مشيرا إلى أنه لم يُعرف متى سيعود إلى العاصمة وما إذا كان انتظاره في صعدة من أجل ترتيب لقاء له مع عبد الملك الحوثي.
و قال “الشارع” إن المصدر الحوثي، نفى مناقشة الوفد الرئاسي لقضية السلاح الثقيل والخفيف الذي تملكه جماعته.
و أكد المصدر أن قضية السلاح لم يتم طرحها في اللقاء وما تم مناقشته هو القضايا السياسية الخاصة بالحوار وموقف أنصار الله الرافض للأقاليم وموضوع قضية مدينة عمران وموقف الجماعة المطالب بإقالة المحافظ محمد حسن دماج وقائد اللواء 310 مدرع العميد حميد القشيبي.
و أفاد المصدر أن الوفد أبلغ قيادات أنصار الله أن موقف الجماعة من الأقاليم ومن وثيقة الضمانات ومن قضية بناء الدولة لا ينسجم مع التسوية السياسية والوفد أوصل عدة رسائل من الرئيس هادي للجماعة أهمها أن مكان أنصار الله محفوظ في الحكومة القادمة.
و كان الوفد وصل إلى مطار مدينة صعدة على متن طائرتين مروحيتين وكان في استقباله في المطار المحافظ فارس مناع ورئيس المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح هبرة والناطق الرسمي للجماعة محمد عبد السلام والقيادي في الجماعة أبو علي الحاكم.
و نقلت “الشارع” عن مصدر رئاسي مطلع إن الوفد الرئاسي حمل لجماعة الحوثي عدة رسائل من رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي أهمها دعوة الجماعة إلى إعلان نفسها كحزب سياسي.
و أوضح المصدر أن الرئيس هادي طلب من جماعة الحوثي “الاستمرار في العملية السياسية ومباركتها والمواصلة في تنفيذ مخرجات الحوار والمشاركة في هذه العملية كبقية التيارات”.
و طبقا للمصدر: طلب الرئيس أيضا من جماعة الحوثي إعادة النظر في سياستها خاصة وأنها صارت تُمثل تيارا كبيرا ويحظى بشعبية كبيرة ومرموقة وأنه يجب على جماعة الحوثي أن تكون شريكة في ما فيه مصلحة اليمن والمواطن وإعادة النظر في شعارها الذي يقول: الموت لأمريكا الموت لإسرائيل النصر للإسلام اللعنة على اليهود”.
و حسب المصدر: طلب الرئيس من الحوثيين التقدم بمقترحات لحل مشكلة خلافهم مع جماعة الإخوان المسلمين في عمران بما يحقق ويساعد على حلها وتستطيع الدولة القيام به ولا غالب ولا مغلوب ومنعا لإراقة أي دماء بين الطرفين.
و أكد المصدر أن رسائل الرئيس هادي للحوثيين لم تتضمن أي حديث أو إشارة إلى السلاح الثقيل والمتوسط الذي تمتلكه هذه الجماعة، مشيرا إلى أن هذا الأمر بات غير مطروحا الآن.
و أعتبر المصدر إن توجه هذا الوفد الرفيع إلى مدينة صعدة معقل الحوثيين، اعتراف صريح من الرئيس هادي، بانتشار الجماعة، و فرض نفسها كقوة على الخارطة السياسية، و قدرتها على التأثير على التأثير على مجريات الأحداث في البلاد.
و يرون أن زيارة الوفد في هذا التوقيت بالذات، رسالة لجماعة الاخوان، بأن تحالف الرئيس هادي معهم، قد انتهى، و أن مراهنتهم على الزج بالجيش في مواجهة الحوثيين، بات مستحيلا.
و يرى متابعون أن زيارة الوفد الرئاسي لصعدة، مؤشر جديد على اعادة تشكيل خارطة التحالفات السياسية، خلال المرحلة القادمة، و أن الرئيس هادي، بات يتقرب إلى جماعة الحوثي، بعد أن ضاق ذرعا بابتزاز جماعة الاخوان، و سعيهم المستمر لالتهام الوظيفة العامة و السيطرة على مفاصل الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى